المساهمات : 96 تاريخ التسجيل : 14/04/2012 العمر : 48 الموقع : https://tabi3awhayat.blogspot.com
موضوع: الاسقربوط أو عوز الفيتامين سي الجمعة ديسمبر 23, 2016 9:14 pm
أو ما يسمى بالبثع أو الحفر أو بمرض بارلو هو مرض ينتج عن نقص في فيتامين (ج) . تتجلى بداية المرض عادة بالإرهاق الشديد, متبعا بتكوين البقع على الجلد. وتصبح اللثة ذات طبيعة إسفنجية (مما يجعلها معرضة للنزيف نتيجة ضعف الشعيرات الدموية فيها), و يتبع ذلك نزيف في الأغشية المخاطية . يكثر ظهور البقع على منطقة الفخذين و الساقين , و قد يبدو المصاب شاحبا مع شعوره بالإحباط و فقدان جزئي للحركة. ومع تقدم المرض قد تظهرالجروح المفتوحة المتقيحة و يبدأ سقوط الاسنان, واصفرار الجلد , و الحمى , و اعتلال عصبي و أخيرا الموت إثر النزيف.[1]
فيما أصبح من المعروف اليوم أن مرض الاسقربوط ينتج عن نقص(عوز)تغذوي , وذلك منذ أن تم عزل فيتامين (ج) واثبات ارتباطه المباشر بالمرض عام 1932. سبق ذلك وضع العديد من النظريات والعلاجات بناء على القليل من التجارب أو حتى بدون أي منها. و ينسب هذا التضارب الى نقص فيتامين (ج) كمفهوم أساسي و مميز وعدم القدرة على الربط بشكل موثوق بين مختلف الأغذية المحتوية على فيتامين سي (ج) ( حيث يوجد بشكل ملحوظ في الحمضيات الطازجة و البقوليات و اللحوم العضوية) [2] .و يتطلب فهم مرض الاسقربوط مفهوما اضافيا و هو تحلل فيتامبن ج عند تعرضه للهواء و أملاح النحاس و العناصر الانتقالية الاخرى كالحديد, و بذلك تغيير ارتباط الأطعمة بالاسقربوط على مر الزمن. يتطلب تصنيع الكولاجين في جسم الإنسان فيتامين ج. الاسم العلمي لفيتامين ج هو حمض الاسكوربيك وهو مشتق من الاسم اللاتيني للمرض الناتج من نقص فيتامين ج. العلاج بالأطعمة الطازجة,خاصة الحمضيات طبق منذ العصور القديمة. وبقيت العلاجات حتىى عام 1930 غير متناسقة مع وجود العديد من العلاجات غير الفعالة التي استخدمت في القرن العشرين. كان الجراح الأسكتلندي في البحرية الملكية, جيمس ليند, أول من أثبت إمكانية علاج الإسقربوط بالحمضيات, وذلك من خلال تجارب وصفها في كتابه ال1753 "مقال عن الإسقربوط " [3] و على الرغم من ذلك تبع ذلك محاولة فاشلة مع مستخلص عصير الليمون, و مضى أربعون عاما قبل أن تصبح الوقاية الفعالة المبنية على المنتجات الطازجة منتشرة بشكل واسع. كان الاسقربوط شائعا بين البحارة و القراصنة و غيرهم من راكبي البواخر لفترات تفوق مدة خزن الفواكه و الخضراوات, معتمدين بشكل أساسي على اللحوم المعالجة المملحة والحبوب المجففة, و كذلك في الجنود المحرومين من هذه الفواكه و الخضراوات لفترات طويلة. وصف أبقراط الاسقربوط(460 ق.م-380ق.م), و عرف العلاج بالأعشاب في العديد من الثقافات المحلية منذ قبل التاريخ. كان الأسقربوط أحد معوقات الرحلات البحرية حيث كان يقتل عددا كبيرا من المسافرين و الطاقم على السفن المخصصة للسفر لمسافات طويلة.[4] أصبح هذا الامر هاما في أوروبا منذ بداية العصر الحديث,عصر الاستكشاف في القرن الخامس عشر, حتى خلال الحرب العالمية الأولى في بدايات القرن العشرين. يسمى مرض الاسقربوط في الرضع مرض "بارلو" و ذلك نسبة إلى توماس بارلو, طبيب بريطاني وصف المرض عام 1883 .[5] ويعرف انسدال (تدلي) الصمام التاجي بمرض بارل أيضا. من المرادفات الأخرى لمرض الأسقربوط , مرض مولر و مرض تشيدل. لا يحدث مرض الأسقربوط في معظم الحيوانات حيث أنها تقوم بتصنيع ج فيتامين داخل أجسامها على خلاف البشر والرئيسيات العليا(السعالي والقرود وقرود الترسير) و خنازير غينيا ومعظم الخفافيش وبعض أنواع الطيور والأسماك تفتقر الانزيم المسؤول عن تصنيع فيتامين ج (L-gulonolactone oxidase). و بالتالي يجب ان تحصل على فيتامين ج من خلال الأطعمة. يوجد فيتامين ج بشكل واسع في الاطعمة النباتية و بتراكيز عالية بنبات ثمرة الفلفل بجميع ألوانها والحمضيات كالبرتقال و الليمون والجريب فروت والفواكه النباتية وخضراوات الطهي كالطماطم. أعلى تركيز لفيتامين ج موجود بفاكهة كاكادو البرقوق حيث يصل تركيزه إلى 3000مغ/100غم. يخفض الطهي بشكل ملحوظ تركيز فيتامين ج بالأطعمة.